قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً». ان من قتلها بإضلالها فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها بهدايتها فكأنما أحيا الناس جميعا.
والذي يزني فيتسبب في مجيء أبناء زنى يتربون في الشوارع كأنما قتلهم ، لأنهم لن يجدوا اسرة تحتضنهم لتربيتهم ، مما قد يحولهم الى وحوش كاسرة على المجتمع ، إذ تموت الصفاة الخيرة والمواهب الفاضلة فيهم ، وتنمو مقابلها كل صفات الشر ، وهذا هو القتل المعنوي.
و عند ما يسأل رجل الامام الرضا (ع) أيهما أشد يا ابن رسول الله ، القتل أم الزنا؟ يجيبه الامام «الزنا أشد من القتل».
فيسأل الرجل يا ابن رسول الله ولم ذلك؟
فيجيب (ع) : ان من يولد بالزنا سيكون له أولاد آخرون.
وربما يكون هؤلاء جيل من المنحرفين ، بينما إذا أزهق الرجل روح آخر يكون بذلك قد أزهق روح شخص واحد أما الاول فقد قتل اجيالا.
وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً
من الطبيعي ان يلقى جزاء عمله ، و جاء في الحديث :
«انّ اثام واد من اودية جهنم من صفر مذاب ، قدامها حرة (اي ارض ذات أحجار سود) في جهنم يكون فيه من عبد غير الله تعالى ، ومن قتل النفس التي حرّم الله ، ويكون فيه الزناة ، ويضاعف لهم فيه العذاب» (١)
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٤ / ص ٣١.