[٦٩] يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً
فكل عمل يلحقه جزاء بقدره وعذاب بامتداده ، فلو كذب رجل على آخر سأل عن طريق فأرشده الى غيره تعمدا ، فانه سيجازى اولا على الكذب ، وثانيا على العذاب والنصب العملي الذي سيواجه المكذوب عليه ، ويكون الكاذب مسئولا لو أصاب هذا الإنسان شيء في طريقه.
ولعلّ هذا هو معنى مضاعفة العذاب.
التوبة قرار وعمل :
[٧٠] إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً
ان رحمة الله واسعة جدا ، فمهما فعل الإنسان من ذنوب كالزنا والقتل ، الا أنه سيجد باب الرحمة مفتوحا على مصراعيه للتائبين والمستغفرين ـ وليس هذا فحسب ـ بل الأعظم من ذلك ان الله يحول سيئات التائبين الى حسنات يثابون عليها ، ولعل سبب تحول السيئات الى حسنات ان التائب سيجعل تذكّره لها ، وندمه على فعلها منطلقا للتصحيح ، والمسارعة الى معرفة أكبر ، وايمان اعمق ، وكلما تذكر سيئة شعر بمسؤولية محوها ، وإبدالها بعمل صالح ، والشقي الشقي من حرم غفران الله بإصراره على الذنوب دون التوبة. إن ذنوب العباد مهما كبرت وكثرت لأصغر وأقل من رحمة الله. جاء في حديث مروي عن الامام الباقر عليه السّلام في تفسير الآية :
«يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحد من الناس فيعرفه بذنوبه ، حتى إذا أقرّ بسيئاته قال الله عز وجل للكتبة : بدّلوها حسنات وأظهروها للناس ،