فيقول الناس حينئذ : ما كان لهذا العبد سيئة واحدة ، ثم يأمر الله به الى الجنة» الخبر (١)
حقا ان الأمل في رحمة الله ، يجعل المؤمن يزداد لربه حبا. فيبتعد عن معاصيه. لذلك استفاضت آيات القرآن ونصوص السنة تؤكد رضوان الله ، والحديث التالي يعكس مدى تعطف الرب لعباده ، كما يبيّن كيف تساهم معرفة هذه الحقيقة في إصلاح البشر ، يروى عن الامام الرضا عليه السّلام : «قيل لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ هلك فلان ، يعمل من الذنوب كيت وكيت فقال رسول الله (ص) بل قد نجى ، ولا يختم الله عمله الّا بالحسنى ، وسيمحو الله عنه السيئات ويبدّلها حسنات ، انه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشفت عورته وهو لا يشعر فسترها عليه ولم يخبره بها مخافة ان يخجل ، ثم ان ذلك المؤمن عرفه في مهواه ، فقال له : أجزل الله لك الثواب وأكرم لك المآب ، ولا ناقشك الحساب ، فاستجاب الله له فيه ، فهذا العبد لا يختم له الا بخير بدعاء ذلك المؤمن ، فاتصل قول رسول الله بهذا الرجل ، فتاب وأناب ، وأقبل على طاعة الله عز وجل ، فلم يأت عليه سبعة أيام حتى أغير على سرح المدينة ، فوجه رسول الله في أثرهم جماعة ـ ذلك الرجل أحدهم ـ فاستشهد فيهم» (٢)
[٧١] وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً
يعني ان الذي يتوب ويعمل صالحا ، فانما يتوب الى الله الرحيم.
صفات عباد الرحمن :
١ ـ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ :
[٧٢] وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ
__________________
(١) راجع المصدر / ص ٣٤.
(٢) المصدر / ص ٣٥.