١ ـ ان عباد الرحمن لا يشهدون بالباطل زورا ، ومن جانب آخر لا يطلقون الكلمة الا في وقتها ومحلها المناسب ، شعورا منهم بان الكلام هو من عمل الإنسان ، كما قال الرسول (ص) لاعرابي سأله وهل يحاسبنا الله على ما نقول؟
قال (ص):
«وهل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد ألسنتهم»
وفي حديث آخر عن الامام الصادق (ع) قال :
«لو علم الناس ان كلامهم من عملهم لقللوا الكلام»
وفي بعض الروايات «انّ الزور هنا الغنى» (١) و جاء في حديث آخر : «انه مجالس الفساق ولا يحضرون الباطل» و روى الامامان الباقر والصادق عليهما السّلام ، عن عيسى بن مريم عليه السّلام «إياكم ومجالس الخطائين» (٢) و جاء في حديث رابع «ان هؤلاء إذا ذكروا الفرج كنوا عنه لعفّة ألسنتهم».
هكذا تتسع دلالة الآية لتشمل كل باطل ، فهم لا يشهدون لأنهم تدبّروا في الحياة فعرفوا انّ هناك هدفا مقدسا لها ، فسعوا اليه ، فعزفت أنفسهم عن الباطل.
وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً
٢ ـ يمرون باللغو كراما :
فلا يتشدقون بالكلام الخاطئ أو غير الهادف ، وكذلك لا يشاركون في اجتماعات اللهو واللعب ، والضرب والرقص لان وقتهم اثمن من ذلك ، ولعلمهم
__________________
(١) الحديث المروي عن الامام الصادق عليه السّلام المصدر / ص ٤١.
(٢) المصدر.