ان الحياة فرصة لا تتكرر ، فلا بدّ من استغلالها ، بسنينها وأيامها وساعاتها ودقائقها ، كل ذلك اتقاء ليوم الندامة على التفريط في فرصة العمر.
وهم يمرون كراما على اللغو لأنهم يشعرون انهم أكرم من اللغو ، فكرامتهم وشرفهم يدعوهم لتجنب مجالس اللهو.
٣ ـ البصيرة والوعي :
[٧٣] وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً
البصيرة من الصفات البارزة لعباد الرحمن. إذ يتفكرون في آيات الله التي تتلى عليهم بحثا عن الحقيقة ، وطمعا في البصيرة ، متأملين في شؤون الحياة على ضوئها ، عاكفين على استنباط الانظمة والتشريعات الاجتماعية والاقتصادية ، والسياسية ، والتربوية وغيرها منها ، علما منهم بأن من أنزل الآيات هو الذي خلق الحياة ، وسن فيها القوانين والانظمة.
يبدو ان ترك اللغو يوفر لهم فراغا كبيرا. يملأونه بالنشاط الفكري الرشيد. جاء في دعاء مكارم الأخلاق :
«اللهم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي من التمني والتظني والحسد ، ذكرا لعظمتك ، وتفكرا في قدرتك ، وتدبيرا على عدوك ، وما جرى على لساني من نقطة فحش أو هجر ، أو شتم عرض ، أو شهادة باطل ، أو اغتياب مؤمن غائب ، أو سب حاضر ، وما أشبه ذلك نطقا بالحمد لله ، وإغراقا في الثناء عليك ، وذهابا في تمجيدك ، وشكر لنعمتك ، واعترافا بإحسانك وإحصاء لمننك».
وروى ابو بصير عن الامام الصادق عليه السّلام : في تفسير الآية هذه قال :