«مستبصرين ليسوا بشكّاك»
ولكن اين المسلمون الآن من هؤلاء؟!
فلو تطلعنا الى واقع الامة الاسلامية لرأينا أكثر المسلمين ممن يخرون على آيات الله صما وعميانا ، يرتلونها مبدعين ، ولكنهم لا يفقهون معانيها ولا يدركون مدلولاتها ، بل لا يتدبرون فيها ليطبقوها على سلوكهم ، ومن ثم على مجتمعهم.
٤ ـ الطموح الكبير :
[٧٤] وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً
ان العلاقة بين طلب الأزواج والذرية الصالحة ، وبين طلب الامامة والقيادة لدى عباد الرحمن ، تتجلى في طموحهم نحو امتداد رسالتهم في ذريتهم وأيضا فيمن يلتقون بهم من الناس ، فيصبحون قدوة للمتقين ، والمتقون ـ بدورهم ـ طليعة المجتمع ، فهم يطمحون ان يكونوا قدوة الطليعة وليس الطليعة فحسب.
وتدل الآية الكريمة على ما يحملون من روحية التنافس على الخير ، ففي المجتمع الرحماني يتطلع الكل لأن يصبح أفضل في مجال الخير والعمل.
وجاء في أحاديث أئمة آل البيت عليهم السّلام ان الكلام إياهم عنى ، وهم تأويلها. و جاء في حديث شريف : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام :
«والله ما سألت ربي ولدا نضير الوجه ، ولا سألته ولدا حسن القامة ، ولكن سألت ربي ولدا مطيعين لله خائفين وجلين منه ، حتى إذا نظرت اليه وهو مطيع