وصفوها ووبرها ، الى ان تصلوا مكة. كما أكدت ذلك أحاديث عديدة. (١)
ثُمَّ مَحِلُّها
اي منزلها الأخير.
إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ
العتق هو التحرير بعد العبودية ، ولقد أعتق الله البيت الحرام من ملكية الإفراد أيا كانوا وجعله للناس سواء ، وهو في نفس الوقت مكان العتق ، اي ان الإنسان يستطيع ان يحرر نفسه من ذنوبه ، ومن كل من يستعبده من شياطين الجن والانس.
[٣٤] وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ .
لكل امة من الأمم شعائر ، وضعت من أجل ذكر اسم الله ، فتقديس هذه الشعائر لذاتها هو نوع من الرجس والوثنية ، اما نحن فعلينا الّا نقدس المناسك لذاتها ، انما نقدس المناسك لأنها تدعونا الى ذكر الله ، وقد سبق القول : بان المناسك المذكورة في هذه السورة تهدف ـ فيما تهدف ـ الى بيان خلفياتها ، لئلا تقدس المناسك ذاتها ويهمل ما وراءها من قيم واهداف ، والهدف من الانعام التي تذبح لله ليس إهداء لحمها الى الله ، لان الله لا ينال لحومها ولا شحومها ، بل تناله التقوى وذكر الله ، فذكر الله هو الهدف الرئيسي من كل المناسك ، لذلك قال : «لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ» وذكر الله ليس ذلك الذكر اللساني ، بل نيّة القلب ، وإخلاص العمل ، كذل قال الله : «وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ» والمنسك حسب الراغب ـ العبادة. وحسب الطبري والرازي يقال المنسك ويقصد الذبيحة. (٢)
__________________
(١) راجع نور الثقلين ج ٣ ص ٤٩٧.
(٢) تفسير نمونه ج ١٣ ـ ص ١٠٢.