السعي والاجتهاد والقتال .. ثم القبول بالنتائج.
ولا ينبغي ان يسترسل المؤمن مع زخم امنياته فيذهب مع رياح الأحلام ، انى اتجهت ، وحتى الأنبياء العظام ، والرسل الكرام لو تمنوا بطبعهم البشرى ، تمنوا مثلا ان لو هدى الله الناس جميعا ، أو أهلك الظالمين فورا ، أو أسعد الخلق بوافر نعمائه بلا سعي ولا عسر ، أو اخلد الصالحين ولم ينزل عليهم مصيبة الموت ، أو ما الى ذلك من أحلام تنبع من فرط حسم للخلق وللقيم الرسالية ، فان الشيطان يلقي في امنياتهم ، الا ان الله يعصمهم ويحكم آياته في واقعهم.
ولكن على المؤمنين ان يعرضوا هذه التمنيات على الحق الذي أنزله الله في آيات الكتاب فيلزموا أنفسهم حقائق الكتاب ويعرفوا ان الله قد خلق الدنيا دار ابتلاء ، ولم يجعلها دار جزاء ، حتى يعجل للكفار العذاب ، أو للمؤمنين بالثواب!
وان الهداية ليست كرها على الناس ، وان الله قد فرض القتال على المؤمنين لحكمة بالرغم من انهم له كارهون.
وهكذا جاء في الأحاديث ـ اضافة حكمة ولا محدث ، ولعله للدلالة على ان الربانيين من العلماء هم بدورهم معصومون من القاءات الشيطان ، مؤيدون بروح الايمان.
وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ
ويبدو ان معنى ذلك ، ان النبي والرسول والامام المحدث يكاد يتمنى ، ولكنه لا يتمنى لقوله سبحانه :
فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ