صورتان لحضارتين
هدى من الآيات :
يبدو أنّ سورة سبأ تتمحور حول علاقة الإنسان بالحضارة ، حيث تعرض آياتها نموذجين منها ، يتمثل الأوّل في قصة آل داود الذين اتخذوا الملك وسيلة لعمارة الأرض ، وإصلاح الناس ، وشكر الله ، ويتمثل الثاني في قصة سبأ وقرى أخرى ، حيث لم تنفعهم الحضارة الزراعية التي أنعم الله بها عليهم ، انما ازدادوا كفرا بدل الشكر ، وتوغلا في الجاهلية.
ومن اختلاف هاتين القصتين نعرف : أنّ السلطة ـ كما القوة ـ ليست شيئا مكروها أو ممدوحا بذاتها عند الإسلام ، أو في نظر العقل ، انما موقف الإنسان منها هو الذي يضفي عليها صفة الخير أو الشر ، فاذا اتخذها طريقا للخير كانت خيرا والا فشر.
كما نستفيد من واقع القصتين أن هناك أجلين لحياة الإنسان ولما يعطيه ربه من