الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
هدى من الآيات :
تذكرنا الآيات هذه بأن الربّ الذي يجب أن يسجد له من في السماوات والأرض ، هو الله ربّ العرش ، وأن ما يعبد من دونه ليس سوى أوهام وأساطير أبتدعتها أفكار الناس ، وأن القرآن كتاب حكيم لا ريب فيه لأنه من عند الله ، ولكن لماذا يقول القرآن عن نفسه (لا رَيْبَ فِيهِ)؟
الجواب : إنّ الشك نوعان : الأول ينبعث من العقل لعدم توفر الحجج والآيات الكافية ، والثاني ينبعث عن هوى الإنسان بسبب كبره أو حجب الغفلة التي تعمي قلبه ، لذلك نجد القرآن يقول في إحدى الآيات عن الكفار : (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) (١) ناسبا الشك الى الكفار أنفسهم ، أما القرآن ذاته فهو لا ريب فيه ، لأنه صورة أخرى لعقل الإنسان المحض والمجرد عن المؤثرات السلبية ، كما أن
__________________
(١) التوبة / (٤٥).