فأقم وجهك للدين حنيفا
هدى من الآيات :
بعد أن أرسى الذكر قاعدة الإيمان في النفس حين ذكر بآيات الله في خلقه البشر شرع في تصفية الإيمان من رواسب الشرك ، تلك العقبة الكأداء في طريق البشر الى ربّه ، والشرك في القرآن الكريم ليس لونا واحدا ، بل لأنّه نقيض الإيمان فهو متعدّد الأبعاد ، والألوان ذلك لأنّ من يترك الحقّ ويتجه إلى الباطل فليس بالضرورة أن يعبد باطلا من نوع واحد ، بل إنّ كلّ كافر قد يعبد باطلا مختلفا عمّن سواه ، فمن اتبع هواه فقد أشرك بالله ، وهكذا من اتبع سلطانا جائرا أو مجتمعا فاسدا أو غنيّا مترفا ، فقد أشرك بالله سبحانه ، وهكذا من فرّق دينه حسب هواه ، وهكذا كلّما لم يكن إيمان المرء خالصا كان مشوبا بالشرك.
وكلّما أردنا معالجة نوع من الانحراف لا بد أن نؤكّد على التوحيد ، لأنّ التوحيد عصمة الإنسان وحصنه من الانحراف ، وكل انحراف عن طريق التوحيد هو بالتالي سقوط في ماديّة الشرك.