إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
هدى من الآيات :
هل أن الأصل في الحياة الكمال أم النقص؟ العدم أم الوجود؟ فإذا كان الأصل هو الكمال ، فان كل نقص يطرأ على الكون يخالف انتظارنا وتوقفنا ، وإذا كان العكس ، فان من واجبنا الشكر لله على كل اضافة جديدة.
حسبنا عودة إلى الوراء توضح لنا الأمر ، حيث أننا لم نكن شيئا مذكورا بالأمس ، وأن الكمالات قد أضيفت لنا شيئا فشيئا ، فصرنا إلى القوة بعد الضعف بقدرة الله ، وبعد الجهل إلى المعرفة برحمته.
هكذا كان العدم مهيمنا علينا من كل جانب وصوب ، فمنّ علينا ربنا بنعمة الخلق ، وأسبغ علينا من نعمه الظاهرة والباطنة ، حتى أن كل ذرأت كياننا المادي والمعنوي هي نعم إلهية علينا ، فلما ذا نكفر ونتكبر ونطغى ونحن نعلم بأن هذه النعم لن تكون الا إلى فترة يسيرة ، وانها عرضية تزول عند ما يقرر الإنسان ان لا يشكر ربه