وله الحمد وهو الحكيم الخبير
هدى من الآيات :
تبدأ هذه السورة المباركة بالحمد ، وبذكر اثنين من أسماء الله ، وهما الحكيم الخبير ، ومن خصائص القرآن انه يبين آياته وعبره ، بعد التمهيد لها ببراعة الاستهلال ، وهو بدء المتكلم بالاشارة الى حديثه ، وفي القرآن الحكيم نجد بيانا للموضوعات التي يفصلها السياق بعدئذ عبر ألفاظ مجملة ، مما يدل على نزول الوحي من عند الله ، إذ لا يقدر أحد على التحدث بهذا الإجمال والتعبير ، وبهذه الاحاطة غير الله.
وعند البحث عميقا في هذه السورة التي تبدأ بالحمد ، نجد إشارات وتجليات لاسمي الحكيم والخبير ، وحديثا عن جوانب من انعكاساتهما في الحياة ، وهكذا نبدأ المعارف الالهية والقرآنية كما الدين بذكر الله ، وتنتهي اليه ، وفي الحديث :
«أوّل الدين معرفته» (١)
__________________
(١) نهج البلاغة / خ (١) / ص (٣٩).