وكانوا بآياتنا يوقنون
هدى من الآيات :
في الدرس الأخير من سورة السجدة ، يؤكد ربّنا على صفة اليقين التي تجمع ارادة الإنسان ، وعقله ، وقوة تصوره وخياله على محور الحق ، حتى لا يبقى لديه أدنى أثر من الهوى وضعف الارادة ، فالإنسان يعرف الحقائق بعقله وفطرته ، ولكنه يشكك فيها بهواه وأفكاره الباطلة ، ويحتاج الى اليقين حتى يزول هذا الشك ، ذلك ان مراحل العلم عند الإنسان هي التالية :
الاولى : المعرفة ، فالإنسان يعرف أن للكون خالقا مدبرا ولكنه يبقى مشككا.
الثانية : الايمان ، حيث يسيطر العقل في معركته مع الهوى فتتبعه الارادة ، ولكن دون أن ينتهي الشك والهوى عنده ، بل يبقى لهما أثر معنوي لا فعلي ، فتجد إنسانا ما يشكك نفسه فيها ، لكنه يستمر يؤديها ، ويلتزم بها ظاهريا بأفعالها وأذكارها ، فهذا الرجل مؤمن أي أن نفسه سلمت لعقله تسليما عمليّا.