الثالثة : اليقين ، حين يزول الشك عن قلب الإنسان ، ويبقى مسلّما عمليا ونفسيا تسليما محضا للمعرفة ، ولليقين بدوره درجات ثلاث هي : اليقين ، وحق اليقين ، وعين اليقين ، التي إذا وصلها الإنسان حق له أن يقول كما قال الامام (ع):
«والله لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا»
أو كقوله (ع):
«ما رأيت شيئا قط الا ورأيت الله قبله ومعه وبعده»
أو كقوله (ع):
«الهي ما عبدتك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنتك ، وانما وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك»
أما كيف يحصل الإنسان على اليقين ، فان ذلك يكون بالمزيد من النظر الى آيات الله والتفكر فيها ، لان هذه الآيات إشارات ظاهرية الى الحقائق الكبرى في الحياة ، والتفكر السليم هو الذي يعبر بالإنسان من خلال هذه الآيات الى الحقائق ، ذلك أن النظرة التي تنقل الإنسان الى اليقين هي النظرة العبريّة لا الشيئية ، والتي يمتزج فيها بصر الإنسان مع بصيرته وعقله.
في البداية يجعلك التفكر تؤمن بربك ، وشيئا فشيئا يتحول هذا الايمان الى يقين ، ومنه الى أعلى درجاته وفي الحديث :
«طوبى لمن كان نظره عبرة ، وسكوته فكرة»