لماذا سخر الله الخليقة للإنسان
هدى من الآيات :
بعد ان يذكرنا الله سبحانه هنا بنعمه التي أسبغها علينا يستأدينا الشكر عليها ، ويذكرنا بأن من الناس من يأكل رزق الله ، ويعبد غيره ، لأنهم لا يتبعون حجة حقيقيّة ، ولا بصيرة سليمة ، فلا علما ، ولا هدى ولا كتابا منيرا ، بل يتبعون آباءهم دون أن يعرفوا بأنهم أيضا يتأثرون بعوامل الغواية والانحراف ، فالشيطان الذي يضلّ الأولاد هو نفسه الذي يضل الآباء ولا تصبح الضلالة هدى إذا اتّبعها الآباء.
ثم تبين الآيات بان الشكر الحقيقي هو التسليم المطلق لله تعالى ، لأن الهدف الأسمى من نعم الله هو أن يعبد الإنسان ربه : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وان تكون علاقته بالناس من خلال هذه النعم هي الإحسان والعطاء ، وهذا ما تؤكده هذه السورة الكريمة ، وإذا ما توفرت هاتان الصفتان في البشر فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا تنفصم.