لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ
هدى من الآيات :
تبين آيات هذا الدرس الأوّل من سورة الروم ، العوامل الخفيّة التي تغرب عن بال كثير من الناس ، ويضرب الله سبحانه مثلين على ذلك :
الأوّل : الهزيمة التي لم تلبث أن تحوّلت إلى انتصار للروم ، الذين كانوا يعتبرون أصحاب رسالة مقارنة مع الفرس الذين كانوا مجوسا.
وقد كان الكفار ـ الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ـ قد تفاءلوا بانكسار الروم ، بيد أنّ الله سبحانه أكدّ نصر عباده ، وهكذا كان حيث فرح المؤمنون بنصر الله.
الثاني : يضرب الله مثلا لأولئك الذين امتلكوا حضارة كانوا أشدّ قوة ، وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ، وكذبوا برسالة الله لما جاءتهم.
إنّ الناظر البسيط الساذج سيظن أنّ تلك الحضارة لن تبيد أبدا ، ولكن من ينظر