إلى عواقب الأمور ، ويستدلّ بالظواهر عمّا وراءها من السنن الخفيّة ، فيرى في الحضارة مثلا جراثيم التخلف ، والظلم ، والبغي ، وسحق الكرامات ، يعرف أنّها حضاره هالكة في سنوات تطول أو تقصر حسب حجم الانحراف فيها ، الا أن يغيّروا ما بأنفسهم.
بينات من الآيات :
(١) (الم)
ـ كما سبق القول ـ ربما تكون هذه الحروف المقطّعة إشارة إلى القرآن الحكيم ، وتهدينا هنا إلى عظمة كشف القرآن لأسرار الخليقة ، وربما تكون رموزا لا يهتدي إليها سوى أولياء الله.
(٢) (غُلِبَتِ الرُّومُ)
انتصرت الفرس على الروم ، وكان المسلمون يأملون انتصار الروم ، لأنهم مثلهم أصحاب رسالة ، بعكس الفرس.
(٣) (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ)
في الشرق الأدنى. وقد روى التاريخ أنّ حربا طاحنة دارت رحاها خلال (٢٤) عاما بين الفرس والروم بين السنين (٦٠٤) وهاجم القائدان الفارسيان (شهر براز) و (شاهين) الأراضي المستعمرة للروم ، واحتلّت القوات الفارسية الشامات ومصر وآسيا الصغرى ، وكان ذلك حوالي السنة السابعة من بعثة الرسول. (١)
__________________
(١) تفسير نمونه / ص (٣٦٩) / ج (١٦).