وبالاضافة الى ما تعطيه هذه النظرة من اليقين ، فانها تعطي الصبر كثمرة لهذا اليقين ، ذلك أن الذي يطمئن للعاقبة الحسنى ، التي يوصل إليها طريق الحق ، يصبر على عقبات الطريق ، والمؤمن يصبر على الصعاب بسبب يقينه مما يجعله أهلا لامامة الحق التي تقابل أبدا إمامة الباطل.
بينات من الآيات :
(٢٢) الإنسان مزود بفطرة الايمان بالله ، إلّا أنّه ينسى أو يغفل بسبب الشهوات أو الأفكار المضلّة ، وإذ يبعث الله الرسل ومن يتبع نهجهم الى البشر لتذكيرهم ، وإزالة الحجب المختلفة عن فطرتهم ، واثارة عقولهم الدفينة ، وأمام هذه التذكرة ينقسم الناس الى فريقين :
الاول : المؤمنون الذين يستجيبون للتذكرة ، لما يجدونه من توافق بينها وبين فطرتهم ، وما تهدي اليه عقولهم ، والآيات من حولهم.
الثاني : المعرضون ، ولا ريب أن لتلك الاستجابة وهذا الاعراض أثرا على نفس الإنسان وتفكيره وسلوكه ، فبينما يتجلى ذلك التصديق في صورة الشخصية الربانيّة ، التي تسعى نحو الخير والعمل الصالح ، يبرز هذا الاعراض في صورة الشخصية الشيطانية التي تسعى نحو الظلم والجريمة.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها)
ولكن لماذا يصف القرآن المعرضين عن آيات الله بالظلم؟
الجواب : لان الذي يحفظ الإنسان عن الجريمة هو الدين ، بما يتضمنه من قوة معنوية ، وتشريعات صائبة تبعده عن الظلم بصوره المختلفة ، فاذا أعرض عن الدين سقط فيه. ثم أن الاعراض عن الدين بذاته ظلم ذاتي وعظيم لا يقع على الذات