فقط ، وانما يتجاوز الى الآخرين أيضا ، أرأيت من يشرب سما كيف يظلم نفسه بإهلاكها ، ويظلم أقرباءه الذين يفجعهم بموته ، كذلك الذين يسكر ثم يسوق سيارته أو لا يحطم نفسه وسيارته ، ويلحق الأذى بالآخرين.
هكذا المعرضون عن آيات الله ، سوف يعرضون أنفسهم لنقمات الله العزيز الجبّار ، لأنهم يقترفون ـ باعراضهم عن آيات الله ، وعدم تسليمهم لأحكام الدين وحدود الشرعية ـ يقترفون أعظم الجرائم ، التي لا بد ان ينتقم الله منهم بسببها.
(إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)
(٢٣) (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ)
إن أسمى هدف لرسالات الله هو رفع الشك عن قلب الإنسان ، والأخذ بقلبه الى مدارج اليقين بكل الحقائق التي يذكر بها الله في كتبه ، اليقين بلقاء الله ، واليقين بالموت ، واليقين بالجزاء ، و.. و.. ، وذلك يعني تصفية العقل والنفس من آثار الأهواء.
ولن يؤدي المصلح هذا الهدف الا إذا كان بنفسه بعيدا عن الشك ليكون قدوة للناس ، ولذلك نهى السياق من المرية في لقاء الله ، بعد أن انبأنا عن الكتاب الذي آتاه موسى لان كتاب الله يهدف التذكرة بالله ، وتأكيد حقيقة اللقاء بالله ، وهذا القرآن تذكرة بآيات الله فلا يحق لأحد أن يعرض عنها. فيعرض نفسه لانتقام الله الشديد.
واحتمل المفسرون معاني أخرى في ضمير «من لقائه» أيعود الى موسى ويدل على التقاء رسالة محمد برسالة موسى ـ على نبينا وآله وعليه السلام ـ أم يعود الى الكتاب ، لأن الرسول يتلقى القرآن كما تلقى موسى التوراة ، أو الى التوراة. أو