ويذكّرنا الربّ بنظام السموات والأرض وحسن التدبير في حركتهما ، لعلنا نهتدي الى قدرة المدبّر الحكيم الواسعة والتي تحيط بنا من حولنا ، ونؤمن بيوم النشور حيث يدعونا دعوة واحدة ، فإذا بنا خارجون من القبور بلا تريّث أو تباطؤ.
وما دامت الهيمنة التامّة له فإنّ كلّ شيء مملوك له قانت لأمره ومطيع لسلطانه أو ليس قد بدأ الخلق ، وهو يعيده بأيسر ممّا خلقه ، وإنّه له الأسماء الحسنى التي تهدي إليها آياته في السموات والأرض ، وهو العزيز الحكيم؟ بلى. إذا لا ينبغي الشرك به. أو يجوز أن يشركك فيما تملكه بجهد غيرك ممن لا سلطان له؟ كلا .. إذا حرام أن نشرك بربّنا من خلقه أحدا .. هكذا يبيّن ربّنا آياته بوضوح بالغ لمن يعقل ، أمّا الذين ظلموا فإنّهم لا ينتفعون بعقولهم بل يتبعون أهواءهم بغير علم ولا يهديهم الله. أرأيت من لم يهده الله هل يهديه من بعده أحد؟ أو هل ينصره أحد؟
دين التوحيد فطرة إلهيّة خلق الله الناس عليها ، ولا تبديل لخلق الله وهو دين قيم لا عوج له ولا أمت ، وإنما يخالفه الناس لجهلهم ، فعلينا أن نتبعه طاهرا من الشرك ، ونعود إليه كلّما أبعدتنا عوامل الانحراف ، مستعينين بالصلاة التي هي ركن كيان التوحيد ، فلا نشرك بربّنا أحدا.
وآية التوحيد في الواقع وحدة الدين ، وألّا نفرّقه ونكون شيعا متفرقين ، يفرح كل شيعة بما يملكون ، ويتركون ما يؤمنون به من الدين الّذي يوحّدهم.
إنّ ما يملكه كلّ حزب زيف يتلاشى عند ما يمس الناس ضر ، إذ يدعون هنا لك ربهم عائدين اليه ، ولكنّهم إذا أحسّوا برحمة لا يثبتون جميعا على الهدى ، بلى. يشركون بربهم ، وهذا عين الكفر بالنعمة ، ويهددهم الله بزوالها وسوف يعلمون مدى خسارتهم بالشرك.