الأقل ـ في صدق الرسالة ، مما يجره للبحث والتعرف ، وهذا بالطبع سيقوده الى الحق ، مرحلة فمرحلة ، وانما يبقى في الضلال الذي لا يشكك نفسه ، بل يعتقد جازما انه على الصواب.
وكما ان جزم الإنسان بأن طريقه هو الأصح من دون بحث وتدقيق خطأ ، فان اعتقاده بصحة كل اعتقاد كما يدعي ذلك البعض هو الآخر خطأ.
(٢٥) والفكرة التبريرية الرابعة التي ينسفها القرآن : هي الاعتقاد بأن عمل الإنسان يمكن ان يلقى على عاتق غيره ، وإذا كان هذا ممكنا في الدنيا ، حيث يلقي بالمسؤولية على الآخرين ، فانه مستحيل في الآخرة.
(قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
فكل إنسان يلزم طائره في عنقه.
(٢٦) ولكي نتخلص من هذه الفكرة التبريرية يجب ان نتطلع الى الآخرة ، حيث نقف جميعا امام الله ليحكم بيننا وهناك يتحدد المصير الأبدي.
(قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ)
فلا بد ان نعتقد بيوم يتميز به الحق عن الباطل وان أهلهما بحكم الله ، وضرورة هذا الاعتقاد ان الإنسان ربما يعتمد على نفسه في التمييز بينهما ، فاذا بالضغوط والإغراءات تؤثر فيه وتضيع منه المقاييس.
وعلى سبيل المثال : لو لم تكن في العالم مقاييس وموازين محدودة للباعة لاجتهد كل واحد في تحديد مكيال خاص به ، وهذا أمر خطير ينهي الى التلاعب بالاقتصاد ، لكن إيجاد مقياس محدد يفرض على الجميع (البائع والمشتري) تكييف