إنّها عديدة ، ولعلّ السياق في سورة الأحقاف يعالجها مع التركيز على بعضها ، شأنها شأن سائر السور.
أوّلا : الشرك بدعوة غير الله ، ويتساءل السياق : ترى هل خلقوا ما يدعونهم شيئا من الأرض أم لهم مساهمة في إدارة السموات؟
كلا .. ثمّ أنهم لا يستجيبون لهم بشيء إلى يوم القيامة ، ويعادونهم يوم الحشر.
ثانيا : كيل التهم (والأحكام المسبقة والباطلة) على الرسالة والرسل ، ممّا يحجبهم عن معرفة حقيقتهما ، فقالوا أنّها سحر وأنّه مفتر.
وكيف يكون مفتر والله يحيط قدره بمن يفتري ، ويحيط بكلّ شيء علما ، وهو شهيد على صدق الرسالة؟! وهذا الرسول ليس بدعا فلقد بعث الله أنبياء سابقين.
ثم أنّ الرسول متمحّض في رسالته فما عليه إلّا البلاغ ، ثمّ أنّ بعض علماء بني إسرائيل قد شهد بصدقه ، بينما استكبر الجاهلون.
وقد يكون الحسد والضغينة والعصبية تجاه صاحب الدعوة سببا للكفر بها ، ولكن لما ذا يحرم الإنسان نفسه من الحق لموقفه الشخصي ممّن يدعوه إليه؟ وأساسا : لماذا هذا الموقف الظالم الذي يصدّ الإنسان عن الهدى ، ذلك أنّ الله لا يهدي القوم الظالمين؟
وكتاب موسى (الذي يتعصّب البعض له ، ويصدّون عن النسخة الأكمل منه) ما نزل لتأييد الظلم ، بل رحمة ، وهكذا القرآن ، فهو نذير للظالمين ، وبشرى للمحسنين.
وأصحاب الرسالة بحاجة إلى الاستقامة لمواجهة تلك العقبات ، وآنئذ لا خوف