ويصعب عليه امتصاص صدمة فقده فيبادر قائلا : كلّا .. إن غير ميت.
[٥] (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ)
هكذا هم الشركاء. إنّهم لو دعاهم الإنسان إلى يوم القيامة لما استجابوا له ، بل هم غافلون عن دعائه يشغلهم شأنهم الخاص عن شؤون الداعين ، وسواء كان الشركاء الحجرية ، أو الأموات ممن يزعم الشركاء المشركون انهم شفعائهم يوم القيامة ، أو الأصنام البشرية التي تعبد من دون الله ، فان لكلّ واحد منهم سببا لغفلته عمّن يدعونهم ، أمّا الأحجار فانّها لا تعي شيئا ، وأمّا الأموات فهم عند ربّهم مجزيّون بأعمالهم ، وأمّا سلاطين الجور والمترفون وأشياعهم فهم لا هون بمصالحهم عن مصالح من يشرك بهم.
[٦] (وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ)
ويوم القيامة يكفر المشركون بشركائهم ويعادونهم ، ويقولون لهم : أنتم الذين ضيّعتمونا ، وأدخلتمونا النار ، وقد قال ربّنا سبحانه في آية كريمة يصوّر لنا العلاقة بين الطرفين يوم القيامة : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ* وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا) (١).
[٧] وأمّا الرسالة ، فكيف كانوا يتعاملون معها؟
__________________
(١) البقرة / ١٦٦ ـ ١٦٧