(فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ)
وهكذا يتسافل الجاهل في دركات الكفر ابتداء من ظلمه للناس واستكباره عليهم ، ومرورا بالتشبّث بدليل ضعيف أنّه لو كان خيرا ما سبقونا إليه ، وانتهاء بوضع نظرية معادية واتهام الرسالة بأنّها إفك قديم ، كما قالوا بأنّها أساطير الأوّلين.
[١٢] كلّا .. إنّها رسالة الله الواحدة التي تشهد حقائق التاريخ بصدقها ، وأعظم ما يصدّقها أنّ بعضها مصدّق البعض.
(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً)
فهو برنامج للاقتداء ، ورحمة لمن اقتدى به.
(وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا)
فهو ليس إفكا قديما كما زعموا ، بل صدق شهدت أحداث التاريخ على نفعه العام للانسانية. أفلا ترون كيف كان كتاب الله النازل على موسى لبني إسرائيل ، أنقذهم من الضلالة والاستضعاف والحرمان حين طبّقوه؟
(لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا)
فالطغاة والمستكبرون والمترفون الذين ظلموا الناس لا يمكنهم اتخاذ القرآن وسيلة لاستثمار الآخرين كما تهواه أنفسهم ، بل جاء الكتاب لانذراهم ولانقاذ المحرومين من ظلمهم.
(وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ)