وأجراسها اللفظية مع طبيعة السورة ذاتها نفسيّا وأدبيّا.
[٢ ـ ٣] وفي هذه السورة يقسم ربنا بعد تلك الحروف بالقرآن نفسه ، والذي يتألّف منها ومن أشباهها ، للدلالة على مدى عظمته وجلالة قدره.
(وَالْكِتابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ)
هي ليلة القدر في شهر رمضان ، التي عدلت بخيرها وبركتها ألفا من الشهور .. وإنّما أنزل الله الكتاب لهداية الناس إلى الحق بترغيبهم فيه وتحذيرهم من عواقب الضلال والباطل.
وقد تساءل المفسرون : كيف نزل القرآن في ليلة القدر وقد تنزلت آياته على امتداد ثلاث وعشرين عاما ، وقد بيّن ربنا حكمة تنجيم القرآن بقوله : «وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً». (١)
قالوا ـ حسب النصوص ـ : إنّه أنزل جملة واحدة إلى مقام سام في السماء الرابعة جعله الله مسجدا لملائكته حيث يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا ، يسمّى بالبيت المعمور ، وقد جعل الله الكعبة بإزائه. (٢)
وقالوا : إنّ الرسول كان على علم بما في الملأ الأعلى ، ولذلك أمره الله بألّا يعجل في بيان القرآن : «لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ». (٣)
(إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)
__________________
(١) الإسراء (٣٢).
(٢) راجع موسوعة بحار الأنوار / ج (٩) ص (١٦٣) وما بعد.
(٣) القيامة / (١٦).