والإنذار هو هدف القرآن وسائر الرسالات الإلهية ، ذلك أنّ الأمم تبدأ بالانحراف عن هدى الله حتى تقف على شفا حفرة من النار والعذاب ، فيبعث الله لها بمنذر وكتاب لإنقاذها.
[٤ ـ ٥] وقد شرّف الله ليلة القدر بأمرين :
أوّلا : حيث أنزل فيها كتابه الكريم الذي بعث به الإنسانية مقاما محمودا أهّلهم به لجناته ورضوانه والزلفى من مقامه الأعلى.
وإنّما شرف الزمان بما يقع فيه من حوادث عظيمة ، وهل هنالك حادثة أعظم من وحي ربّ العزّة؟! أو سمعت كيف كادت السموات يتفطّرن من فوقهن لمّا مرّ بهن وحي الله العظيم؟! أو ما قرأت أنّ القرآن لو انزل على الجبال لتصدّعت؟!
حقّا إنّها ليلة مباركة عظمت وشرّفت في السموات والأرض ، ويحق لنا أن نكرمها بالعبادة.
ثانيا : لقد جعل الله ليلة القدر ليلة الوحي في كلّ عام حيث ينزل فيها ملائكته كل عام والروح من كل أمر ، وحيث يستقبل الأنبياء ومن بعدهم الأوصياء وصيّا بعد وصي رسل الله الذين يفصلون لهم ما قدّره الله لعباده جميعا.
(فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)
شؤون العباد ليست تماما بأيديهم ، بل لعلّ أغلبها بيد القدر .. والتفريق ـ حسبما قال البعض ـ هو تفصيل ما أجمله الله في غيب علمه من حكم الخلق وأهدافه.
(أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)