ذلك أنّ تحدّي جبّار السموات والأرض ، واستعجال عذاب الإبادة والتدمير ، لا يكون إلّا عن جهل مطبق.
[٢٤] وها هي إرهاصات العذاب تلوح في الأفق. أرأيت الأعاصير الترابية كيف تبدو من بعيد؟ كأنّها سحابة سوداء ، وبما أنّهم قد منع عنهم الغيث لفترة حتى أجدبت أرضهم استبشروا خيرا بما رأوا ، وزعموا أنّه غيث يستقبل أوديتهم العطشى.
(فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا)
ولعلّ تأخّر المطر عنهم كان بهدف إنذارهم عمليّا لعلهم يتضرّعون إلى ربّهم ، كما كانت بين يدي غرق فرعون وجنوده آيات تهدف إيقاظهم من سباتهم ، ولكنّهم أصرّوا على كفرهم ، فجاءهم النداء :
(بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ)
من العذاب.
(رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ)
[٢٥] إنّها عاصفة رملية مأمورة من عند الله بأن تدمّر كلّ شيء ممّا عند قوم عاد في الوقت المحدّد ، فهي إذا ليست هو جاء تمضي من دون أمر.
(تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها)
تتصل ظواهر الطبيعة بعمل الإنسان حتى لا تكون حادثة صغيرة أو كبيرة إلّا ولها علاقة بما يختلج في قلبه أو تكسبه يداه ، أو تبلو به سرائره وتختبر إرادته ، فحتى