فهي سنّة عامة لا تخصّ عادا وحدهم ، فأيّ قوم مجرمين لا بد أن يحيق بهم عملهم يوما.
أمّا هود والمؤمنون معه فقد أنجاهم الله. قالوا : إنّهم اعتزلوا في حظيرة ، ما يصيبه ومن معه إلّا ما يلين أعلى ثيابهم ، وتلتذ الأنفس به ، بينما كانت تمرّ من عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة حتى هلكوا. (١)
وقد جاء في التاريخ : أنّ الخليفة العباسي المهدي أمر بحفر بئر بقرب قبر العبادي (وهو حسب قول الحموي : منزل في طريق مكة من القادسية إلى العذيب) لعطش الحاج هناك ، فحفروا أكثر من مأة قامة ، فبينما هم يحفرون إذ خرقوا خرقا وإذا تحته هواء لا يدرى قعره ، وهو مظلم ، وللريح فيه دويّ ، فأدلوا رجلين فلما خرجا تغيّرت ألوانهما فقالا : رأينا هواء واسعا ، ورأينا بيوتا قائمة ، ورجالا ونساء ، وإبلا وبقرا وغنما ، وكلّما مسنا شيئا رأيناه هباء ، فسألنا الفقهاء عن ذلك فلم يدر أحد ما هو ، فقدم أبو الحسن موسى بن جعفر ـ عليه السّلام ـ على المهدي فسأله عن ذلك فقال : «هؤلاء أصحاب الأحقاف وهم بقية من قوم عاد ، ساخت بهم منازلهم» وذكر على مثل قول الرجلين. (٢)
__________________
(١) تفسير القرطبي / ج (١٦) ـ ص (٢٠٧).
(٢) تفسير نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (١٨) نقلا عن الخرائج والجرائح.