يستغيثون الله ويتضرّعون إليه طمعا في النجاة ، ولكن دون جدوى.
[١٢] (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)
وهذه من طبيعة البشر. إنّه لا ينتبه حتى يرى العذاب مباشرة ، بينما زوّد بالعقل الاستشفاف المستقبل ، وتجنّب الخطر قبل فوات الأوان.
وسواء أريد بهذه الكلمة المنذرة العذاب الذي يغشى المجرمين في الدنيا أو عذاب الآخرة فإنّ موقف الشاك في الآخرة منها واحد ، إذ أنّه لا يتذكّر إلّا والعذاب يغشاه فلا تنفعه الذكرى ، على أنّ عذاب الدنيا لحظة بل لسعة بل ظلال من عذاب الله في الآخرة ، نعوذ بالله منهما.
وفي بعض التفاسير : إنّ الدخان هذا من أشراط الساعة ، حيث ذكر في الحديث المأثور عن أمير المؤمنين عليه السّلام :
«عشر قبل الساعة لا بدّ منها : السفياني ، والدجّال ، والدخان ، والدابّة ، وخروج القائم ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر» (١)
__________________
(١) عن بحار الأنوار / ج (٥٢) ص (٢٠٩).