سريرا ، على كلّ سرير سبعون فراشا ، عليها زوجة من الحور العين ، «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ» «أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ» صاف ليس بالكدر ، «وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ» لم يخرج من ضرر المواشي ، «وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى» لم يخرج من بطون النحل ، «وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ» لم يعصره الرجال بأقدامهم ، فاذا اشتهوا الطعام جاءهم طيور بيض يرفعن أجنحتهن فيأكلون من أيّ الألوان اشتهوا جلوسا إن شاؤوا أو متكئين ، وإن اشتهوا الفاكهة تسعّبت إليهم الأغصان فأكلوا من أيّها اشتهوا ، قال : «الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ» (١).
هذا وطبيعة المتقين في الجنة تختلف عنها في الدنيا اختلافا شاسعا ، فقد روي عن الامام أبي جعفر الباقر (ع):
«إنّ أهل الجنة جرد مرد مكحلين مكللين مطوقين مسورين مختمين ناعمين محبورين مكرمين ، يعطى أحدهم قوة مائة رجل في الطعام والشراب والشهوة والجماع ، قوّة غذائه قوّة مائة رجل في الطعام والشراب ، ويجد لذّة غذائه مقدار أربعين سنة ، ولذّة عشائه مقدار أربعين سنة ، قد ألبس الله وجوههم النور ، وأجسادهم الحرير ، بيض الألوان ، صفر الحلي ، خضر الثياب».
«إنّ هل الجنة يحيون فلا يموتون أبدا ، ويستيقظون فلا ينامون أبدا ، ويستغنون فلا يفتقرون أبدا ، ويفرحون فلا يحزنون أبدا ، ويضحكون فلا يبكون أبدا ، ويكرمون فلا يهانون أبدا ، ويفكهون ولا يقطبون أبدا ، ويحبرون ويسرّون أبدا ، ويأكلون فلا يجوعون أبدا ، ويروون فلا يظمؤون أبدا ، ويكسون فلا يعرون أبدا ، ويركبون ويتزاورون أبدا ، ويسلّم عليهم الولدان المخلّدون أبدا بأيديهم
__________________
(١) بحار / ج ٨ ـ ص ٢١٢