أباريق الفضة وآنية الذهب أبدا ، متكئين على سرر أبدا ، على الأرائك ينظرون أبدا ، يأتيهم التحيّة والتسليم من الله أبدا ، نسأل الله الجنة برحمته. (أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)» (١).
أما الكافرون فليس لهم سوى النار مثوى وحصيرا.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ)
والسبب في دخولهم النار بدل الجنة هو أنّهم استنفذوا طيباتهم في حياتهم الدنيا ، وغاروا في أوحال الشهوات ، ولم يستهدفوا من وراء النعم الوصول الى الغاية الأسمى (الدار الآخرة) ، وهذا ما بيّنته الآية العشرين من سورة الأحقاف : «وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها».
ونتساءل : ما معنى «يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ»؟
الجواب : المؤمن يأكل ليعمل ، ويعمل للهدف ، ويبتغي الهدف لله ، «وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى» ، بينما القضية معكوسة عند الكافر الذي يعمل ليحصل على متعة الأكل (وسائر الشهوات) ، فالهدف عنده الذي تتمحور حوله سائر نشاطاته هو الأكل. أليس ذلك حالة الأنعام؟
[١٣] تلك كانت النار وهي موعدهم (في الآخرة) ، أمّا في الدنيا فقد يصيبهم الله بعذاب من عنده اليم.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ
__________________
(١) بحار / ج ٨ ـ ص ٢٢٠