لون من الفاكهة ، مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه ، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها ، وكلما يجتني منها شيء نبتت مكانها أخرى ، لا مقطوعة ولا ممنوعة» (١).
وبالرغم من وجود لحم الطير مما يشتهيه الإنسان فانه لم يذكر في هذا السياق ، ولعل منشأ ذلك شمول كلمة الثمرات لمثله إذ ان الثمرة هي التي تفرزها الأرض أو النبات ثم ينتفع بها الإنسان بلا صعوبة .. ولحوم الطير من هذا النوع والله العالم.
(وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)
حيث لا يبقى بينهم وبين معرفة الله والانس بحضرته حجاب من ذنوب ، وهذا أعظم نعمة إذ ان لذة الروح أعمق من لذة الجسد ، وان من عرف الله وناجاه وازداد معرفة به بلغت به الراحة ، والطمأنينة والانس ، والحب ، وانشراح القلب ، ولذة الروح أبعد مداه.
روي عن علي بن الحسين (عليهما السلام): إذا صار أهل الجنة في الجنة ، ودخل ولي الله الى جنانه ومساكنه ، واتكأ كل مؤمن منهم على أريكته ، حفته خدامه ، وتهدلت عليه الثمار ، وتفجرت حوله العيون ، وجرت من تحته الأنهار ، وبسطت له الزرابي ، وصففت له النمارق ، وأتته الخدام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك ، قال : ويخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكنون بذلك ما شاء الله.
ثم إن الجبّار يشرف عليهم فيقول لهم : أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنتي في جواري الأهل أنبئكم بخير مما أنتم فيه؟ فيقولون : ربنا وأي شيء خير مما نحن فيه؟ نحن فيما اشتهت أنفسنا ، ولذت أعيننا من النعم في جوار الكريم. قال :
__________________
(١) المصدر