الله؟ فقال : إي والذي نفسي بيده يا سلمان ، فعندها يتكلم الرويبضة ، فقال سلمان : وما الرويبضة يا رسول الله فداك أمي وأبي؟ قال صلى الله عليه وآله : يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم ، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور الأرض خورة فلا يظن كل قوم إلا انها خارت في ناحيتهم ، فيمكثون ما شاء الله ، ثم ينكتون في مكثهم فتلقى لهم الأرض أفلاذ كبدها ذهبا وفضة ـ ثم أومأ بيده الى الأساطين ـ فقال : مثل هذا ، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة ، فهذا معنى قوله : «فقد جاء أشراطها». (١)
ولعل هذا النص والنصوص المشابهة تحثنا على مقاومة الفساد ومناهضة الانحراف حتى لا تبغتنا الساعة بدمارها سواء كانت الساعة النهائية للعالم (يوم القيامة). أم ساعة أمتنا أم ساعة الأفراد.
(فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ)
هل ينتفع التلميذ في المدرسة حين يجيب على الأسئلة خارج قاعة الامتحانات؟ كلا .. وهكذا لا تنفع التوبة بعد قيام الساعة ، كما قال تعالى : «فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ».
[١٩] إذا كان الانتظار والتسويف ، وتجاهل الحقائق واتباع الهوى ، والانغلاق دون هدى الله ، انها جميعا ينهار بأهله في نار جهنم!
فكيف النجاة؟
العلم والتوحيد والاستغفار .. ركيزة النجاة ، لأن العلم بالتوحيد يجعل العبد
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ٢٤. نقلا عن تفسير القمي ج ٢ / ص ٣٠٣ وهي أصح. نقلها صاحب نور الثقلين بأغلاط كثيرة ، وصححت على أساس المصدر الأساسي.