يتحسس بضآلته أمام جبار السموات والأرض فيستغفر لذنبه ، ولشفقته على أحبائه من المؤمنين يستغفر لهم أيضا.
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ)
وربنا يقول : «فَاعْلَمْ» لأن العقبة التي تعترض الإنسان أمام التوحيد هي الجهل ، أو لم يقل عزّ وجلّ : «وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً» (١) ولهذا كرر القرآن الحكيم كثيرا ذكر هذا العامل الذي يصرف الناس عن الايمان والهدى. قال عزّ من قائل : «قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ» (٢) ، «قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ» (٣) ، «وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ» (٤) «وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ» (٥) ، «وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ» (٦) ، «بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ» (٧).
وكلما ازداد البشر علما ازداد تواضعا ، لأنه يعرف حجمه بإزاء سائر ما يعلم من مخلوقات ، بينما الجهل سبب التكبر ، ولذلك يقول ربنا سبحانه وهو يعالج صفة التكبر في النفس : «وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً» (٨).
وكلما ازداد البشر علما ازداد خشوعا لربه أليست الكائنات مرآة أسماء الله ،
__________________
(١) الأحزاب / ٧٢
(٢) الأعراف / ١٣٨
(٣) الزمر / ٦٤
(٤) الانعام / ١١١
(٥) الأحقاف / ٢٣
(٦) الأعراف / ١٩٩
(٧) النمل / ٥٥
(٨) الإسراء / ٣٧