إن توفيق حمل الرسالات الالهية شرف عظيم لا يعطيه الله إلا لمن استعد لدفع ثمنه ، وثمنه خوض القتال والإنفاق ، فاذا ضعفت أمة عنها قيّض الله لها أمّة أخرى! وحول هذا المقطع من الآية جاءت رواية ذكرها أغلب المفسرين وبطرق عديدة : عن أبي هريرة إن أناسا من أصحاب رسول الله (ص) قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه؟ وكان سلمان الى جنب رسول الله (ص) فضرب (ص) يده على فخذ سلمان فقال : «هذا وقومه ، والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريّا لتناوله رجال من فارس» (١) وجاء في رواية أخرى عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : «والله أبدل بهم خيرا منهم الموالي» (٢) والواقع : إن التاريخ يشهد ان رسالة الإسلام حملها بعد العرب شعوب أخرى كالبرابرة والفرس والأتراك ، وإذا خذلها المسلمون اليوم فقد يقيض الله لها من أقصى الأرض من يحملها ويؤدي حقها ثم لا يكونوا أمثال المسلمين.
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (٤٦).
(٢) تفسير نمونه نقلا عن مجمع البيان / ج (٩) ـ ص (١٠٨)