الجبّارين ، أمّا إذا كانت العقدة الفساد الخلقي كما عند قوم لوط نهاهم رسولهم من ذلك ، وقال : «أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ» ، وهكذا.
وهكذا جاء موسى محرّرا لبني إسرائيل من طغيان فرعون ، وقال : «قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ» (١) وقال : «إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ» (٢).
وهنا يقول ربّنا :
(أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ)
يعني المستضعفين الذين استعبدتهم الفراعنة.
(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ)
فلست أريد من تحرير المستضعفين شيئا لنفسي ، وإنّما أنا أؤدي أمانة الرسالة ، وألتزم بها كما يريد الله عزّ وجل.
[١٩] أمّا الهدف الآخر لموسى (ع) فهو القضاء على الاستكبار بكلّ أبعاده وصوره ، وإعادة الإنسان إلى واقعه الحقيقي ، وهو واقع العبودية لربّه تعالى ، وتكبر فرعون وقومه على موسى لم يكن تكبرا عليه وحسب ، وإنّما كان تكبّرا على القيم الحقّة ، وبالتالي طلبا للتعالي حتى على الله ، وموسى (ع) أكّد على هذه الفكرة في دعوته لهم.
__________________
(١) الأعراف / ١٠٥
(٢) الشعراء / ١٧