تخلّفهم ورجائهم الرسول بأن يستغفر لهم.
بلى. إنّ التبريرات قد تدفع عن الإنسان جزاء آتيا من أمثاله من البشر ، أمّا جزاء الله فلا ، لأنّه يغيب عنه شيء أو يمنع إرادته أحد.
(قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً)
هكذا أمر الله رسوله أن يفضح المنافقين ، ويعلن واقعهم.
[١٢] (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً)
ممّا أثار فيهم الظنون والتصوّرات ، التي انعكست على تفكيرهم ، ولم يكن مصدر ظنّهم هذا العلم الحاصل من تقييم الحوادث ، إنّما كان سببه الخوف والجبن ، في صورة ثقافة سلبية ترتكز على التبرير.
(وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ)
من زيّن لهم التقاعس؟ إبليس وجنوده من الذين تجسّدت فيهم ثقافته.
(وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ)
ربما يعني ذلك الحالة السلبية التي تؤثّر في التفكير ، ويزيغ بصاحبه نحو الأفكار المتشائمة.
(وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً)
وهكذا تدرّج أولئك الخاسرون في دركات السقوط درجة درجة ، فزيّن