(لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ)
ما دمتم بين يدي الله يحيط بكم علمه وقدرته ، ويرعاكم بسمعه وبصره فلا تقدموا شيئا على أمر الله ، ولا تتقدموا قبل أن تستمعوا الى أمره وأمر الله يبينه رسوله الأمين ، الذي أنتم بين يديه ، أو ليس هو الامام والقائد.
(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
بلى. لا بد أن تستوعب التقوى كافة شؤون الحياة ، فما من شأن إلّا ولله فيه حكم لا يجوز تجاوزه ، والمتقون يبحثون أولا عن حكم الله قبل أن يبادروا بالعمل في أي حقل.
ومن هنا وجب التفقه في الدين وتعلم أحكامه تمهيدا للعمل بها ، وجاء في الحديث المروي عن الامام الصادق (عليه السّلام) في تفسير قول الله سبحانه (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) قال :
«إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة عبدي أكنت عالما؟ فان قال نعم قال له : أفلا عملت بما علمت ، وإن قال : كنت جاهلا قال له : أفلا تعلمت حتى تعمل فيخصم بتلك الحجة البالغة» (١).
وإذا لم يجد المؤمن في الفقه حكم الحوادث المستجدة أو المتطورة فان عليه أن يراجع الفقهاء الذين يستنبطون ذلك الحكم من القواعد العامة الموجودة في الشريعة. ذلك انه ما من حادثة إلّا وللدين فيها حكم ، ابتداء من بصائر الوحي في حكمة الحياة ، ومقاييس المعروف والمنكر حتى حكمه في أرش الخدش.
قال الله تعالى : «ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ» (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٢ / ص ٢٩
(٢) الانعام / ٣٧