فيهم .. وقد تعم كلمة الغيبة لتشمل الافك والبهتان.
وفي الحديث عن الامام الصادق عليه السلام : من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عزّ وجلّ : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
وسأل مرة عن الغيبة فقال عليه السلام : «الغيبة هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل ، وتبث عليه أمرا قد ستره الله عليه لم يقم عليه فيه حد». (١)
وفي هذا النص نرى كيف تعم كلمة الغيبة لتشمل البهتان وكيف أنها تخص العيوب المستورة ، أما العيب المتجاهر به صاحبه فان ذكره لا يعد غيبة ، وهكذا جاء في رواية مرسلة عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال :
«من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه ، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه ، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته» (٢)
وهكذا لم يجعل الإسلام للفاسق المتجاهر بفسقه حرمة.
وجاء في رواية نبوية : «إذ كروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس». (٣)
(أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)
هكذا الغيبة. أرأيت أن شخصية الإنسان أعظم عنده أم شخصه؟ أليس المرء يسعى جهده من أجل الكرامة والتقدير ، فاذا اغتابه أحد فقد اغتال شخصيته ، ونال
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٧٥ / ص ٢٤٠
(٢) المصدر ص ٢٤٥
(٣) القرطبي / ج ١٦ / ص ٣٣٩