وفي حديث آخر ، عن النبي صلّى الله عليه وآله : «من رد عن عرض أخيه المسلم كتب له الجنة البتة». (١)
وروي عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال : «من اغتيب عنده أخوة المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا والآخرة ، ومن اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه خفضه الله في الدنيا والآخرة» (٢)
ولكي نحافظ على حصن ولاية الله المحيطة بنا ، لا بد أن نذكر أخانا المؤمن بأحسن ما فيه حتى تزداد اللحمة الاجتماعية تماسكا ، والقلوب المؤمنة صفاء وتحاببا.
جاء في الحديث المروي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال : «اذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به إذا غبتم عنه». (٣)
الغيبة : إشاعة الفاحشة
كيف تشيع الفاحشة في الأمة مع أن المغتاب حين يذكر صاحب الذنب يذمه بذنبه ويجعله أمثولة وعبرة لا مثلا صالحا وقدوة؟
السبب ان للذنوب هيبة في نفوس المؤمنين ، والجو العام في المجتمع المسلم يرفضها ، فلذلك يضطر الذي قدم عليها الى التكتم ، فاذا انتهكت عصمته أمام الملاء لم يعد يخفيها ، كما ان الآخرين إذا عرفوا وجود من يرتكب الذنب لا يجدون حرجا من الاقتداء بهم ، وهكذا تشيع الفاحشة في الأمة.
__________________
(١) المصدر
(٢) المصدر ص ٢٥٥
(٣) المصدر / ص ٢٥٣