من هنا يعتبر المذنب الكاتم لذنبه أقل إجراما ممن يتجاهر به ، كما يعتبر الذي يذيع الفاحشة كمن يبتدأ بها. جاء في الحديث عن الامام الصادق عليه السلام ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «من أذاع فاحشة كان كمبتديها ، ومن عيّر مؤمنا بشيء لا يموت حتى يركبه». (١)
وجاء في حديث مأثور عن الامام الكاظم عليه السلام. قال (الراوي) قلت له (الامام) : جعلت فداك ، من إخواني يبلغني الشيء الذي أكره له فأسأله عنه فينكر ذلك ، وقد أخبرني عنه قوم ثقاة؟ فقال لي : يا محمد! كذب سمعك وبصرك عن أخيك ، فان شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قولا فصدقه وكذبهم ، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه ، وتهدم به مروته ، فتكون من الذين قال الله عز وجل : «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ». (٢)
هؤلاء لا حرمة لهم
وقد أنهى الإسلام حرمة ثلاث طوائف :
الأولى : أئمة الجور الذين لا بد من توعية الناس بظلمهم وسوء إدارتهم حتى يتمكن المسلمون من إزاحتهم أو لا أقل من تجنب خطرهم ، الثانية : أصحاب الضلالة كالأحزاب الكافرة والمنافقة والمبتدعين في الدين ، الثالثة : الفسقة المتجاهرين.
فقد روي عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال : «ثلاثة ليست لهم حرمة :
__________________
(١) المصدر / ص ٢٥٥
(٢) المصدر