صاحب هوى مبتدع ، والامام الجائر ، والفاسق المعلن الفسق». (١)
ويبدو أن المظلوم أيضا يجوز له أن يغتاب من ظلمه لقوله سبحانه : «لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ».
ويقول رسول الله صلّى الله عليه وآله : «من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروته وظهرت عدالته ، ووجبت اخوته وحرمت غيبته». (٢)
هكذا اشترط الرسول صلّى الله عليه وآله توافر هذه الصفات في المؤمن حتى تحرم غيبته.
كلمة جامعة في الغيبة
وفي نهاية المطاف نقرء معا كلمة جامعة في الغيبة منسوبة الى الامام الصادق عليه السلام أنه قال : «الغيبة حرام على كل مسلم ، مأثوم صاحبها في كل حال ، وصفة الغيبة أن تذكر أحدا بما ليس هو عند الله عيب ، وتذم ما يحمده أهل العلم فيه ، وأما الخوض في ذكر غائب بما هو عند الله مذموم وصاحبه فيه ملوم ، فليس بغيبة وان كره صاحبه إذا سمع به ، وكنت أنت معافى عنه خاليا منه ، تكون في ذلك مبينا للحق من الباطل ببيان الله ورسوله صلّى الله عليه وآله ، ولكن على شرط أن لا يكون للقائل بذلك مرادا غير بيان الحق والباطل في دين الله ، وأما إذا أراد به نقص المذكور به بغير ذلك المعنى ، مأخوذ بفساد مراده وإن كان صوابا ، فان اغتبت فأبلغ المغتاب فلم يبق إلا أن تستحل منه ، وإن لم يبلغه ولم يلحقه علم
__________________
(١) المصدر / ص ٢٥٣
(٢) المصدر / ٢٥٢