ذلك ، فاستغفر الله له.
والغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أوحى الله تعالى عزّ وجلّ الى موسى بن عمران عليه السلام المغتاب إن تاب فهو آخر من يدخل الجنة ، وإن لم يتب فهو أول من يدخل النار ، قال الله عزّ وجلّ : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) (الآية) ، ووجود الغيبة يقع بذكر عيب في الخلق والخلق ، والعقل والمعاملة والمذهب والجيل وأشباهه ، وأصل الغيبة تتنوع بعشرة أنواع : شفاء غيظ ومساعدة قوم ، وتهمة ، وتصديق خبر بلا كشفه ، وسوء ظن ، وحسد ، وسخرية وتعجب ، وتبرم ، وتزين ، فان أردت السلامة فاذكر الخالق لا المخلوق ، فيصير لك مكان الغيبة عبرة ومكان الإثم ثوابا» (١).
(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)
ولعل هذه الخاتمة التي تفيض مغفرة ورحمة تدل الى أن الغيبة بلاء يعم الكثير من الناس ولا بد ألّا تصبح مقبولة ، ويذهب قبحها ، بل نتقي الله فيها ، ومن جهة أخرى لا يجوز أن يستبد اليأس بنا إذا وقعنا فيها بل نتوب الى الله ان الله تواب رحيم.
__________________
(١) بحار الأنوار / ٧٢ / ص ٢٥٧ عن مصباح الشريعة ص ٣٢