ويبقى الغرور حاجزا آخر أمام الايمان ، ولكن ألّا يقرءون التاريخ ليروا كم أهلك الله من قبلهم من قرن كانوا أشد منهم بطشا وحاولوا الهرب من مصيرهم فلم يفلحوا؟ ولكن القلوب المريضة والأسماع الصم لا تستوعب هذه الحقائق. ولا يزال يقول الكافر : كيف يحيي الله الناس بعد موتهم؟ أفلا ينظرون كيف خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام بلا أي تعب.
وفي خاتمة السورة يأمر الله رسوله ـ ومن ثم المؤمنين ـ بالصبر على ما يقولون ، لكي لا يحرجوا به ، أو يتخذوا كلامهم مأخذ الجد ، وتسبيح الله صباح مساء ، وفي الليل وعند الأسحار وانتظار ذلك اليوم الذي ينادي المنادي من مكان قريب ، وينفخ في الصور ، وينادون للخروج. إنهم حين يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج .. هنالك حين يحيي الله الموتى ليرجعوا اليه ـ في ذلك اليوم ـ تتفتق عنهم الأرض سراعا ، ذلك حشر يسير على الله ، ودع كلامهم فالله أعلم بما يقولون ، ولست مسئولا عنهم ، تجبرهم. كلا .. ما أنت بجبار عليهم ، إنما أنت نذير تذكرهم بالوحي فذكر بالقرآن وسوف يستجيب من يخاف الوعيد.