الصالحات سواء. لا في الدنيا ولا في الآخرة ، أو لا تعلمون ان الله خلق السماوات والأرض بالحق ، فكيف يجعلهما سواء. أليس ذلك باطلا؟! انه يجزي كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون.
ويبقى سؤال : لماذا ينتهي البعض إلى هذا المصير الأسوأ؟ لأنهم يتخذون آلهتهم أهواءهم ، فتراهم لا يتبعون الهوى فقط بل ويطيعونها إلى حد التقديس.
وحين يضل الله الذين يؤلهون أهواءهم يسلبهم مصادر العلم من العقل والاحاسيس ، وآنئذ لا أحد قادر على هدايتهم.
ويتخبطون في ظنونهم خبط عشواء ، فاذا بهم يقولون : «ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ» ويتحدون النذر إذا قالوا لهم : احذروا الآخرة ، ويحتجون ـ إذا تليت عليهم آيات الله ـ «فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» وهكذا يحجبون أنفسهم عن الحقيقة ببعض الشروط التعجيزية ، وسواء آمنوا أم لم يؤمنوا فان الجزاء واقع. الله يحييهم ثم يميتهم ثم يجمعهم إلى يوم القيامة لا ريب فيه.
وهل يضرون ربهم لو كفروا ولله ملك السماوات والأرض ، والمبطلون يخسرون يوم تقوم الساعة.
هنالك يتزيل الكفار عن المؤمنين ، بل يتميز الكفار فيما بينهم ـ كما المؤمنون ـ ، إذ «تَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ».
هنالك يتجلى الفرق بين الناس حسب أعمالهم : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ) ، بينما يحاكم الكفار ، ويسألون : لما ذا استكبرتم عن