الوحدة وهذا التشابه حقائق متنوعة ، وليس معنى ذلك تناقضها ، أو أنّها ليست من سنن الله التي تنبع من قاعدة واحدة وتنتهي إلى هدف هو التوحيد.
وسمّيت هذه السورة بهذا الاسم لاية فيها تصوّر لنا منظر الأمم في يوم القيامة وهم يجثون على ركبهم خشّعا خضّعا لله ، كلّ أمّة تدعى إلى كتابها ، وآيات هذا الدرس وما بعدها تعمّق فينا الايمان بالله سبحانه وتعالى والايمان بالبعث ، وبالرغم من أنّ هذه الحقيقة واحدة في مختلف السور إلّا أنّ كلّ آية من آيات القرآن الكريم في هذا الموضوع تثير في البشر إحساسا خاصّا ، وتضرب على أوتار معيّنة في قلبه ، وبالتالي تعالج أمراضا محدّدة ، ولذا يجب قراءة القرآن كلّه ، وبالرغم من أنّ قراءة سورة واحدة أو مجموعة آيات تفيد الإنسان وتنفعه إلّا أنّ قراءة كلّ القرآن ضروري ، لأنّ نواقص البشر كثيرة ومتنوّعة ولا علاج لها إلّا في القرآن.
بينات من الآيات :
[١] (حم)
سبق وأن قلنا أنّ الحروف المقطّعة ربما تكون إشارة للقرآن ذاته أو أسرارا بين الله وأحبّائه ، وقال البعض : انّ «حم» اسم للسورة ، وإشارة إليها.
[٢] (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)
العزيز الذي لا يغالب ولا يقهر ، والحكيم الذي لا يخطأ.
وبما أنّ الكتاب تنزيل من الله فلتخشع له الأفئدة ، ولتطأطأ أمامه الأفكار. أو ليس ربّنا عزيزا فكتابه تجلّ لتلك العزّة؟ وهل ينبغي للعاقل أن يغالب كتاب ربّه ، ولا يخشى غضبته التي لا تحتملها السماوات والأرض؟!