وبالنسبة لنا كمؤمنين يجب أن نعرف أنّه كلّما كثر فينا الصالحون والعلماء الربّانيون والرساليّون المخلصون كلّما أمسينا أقرب إلى الانتصار بإذن الله.
رابعا :
(وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ)
فقد رزق الله بني إسرائيل رزقا حسنا بعد أن أمرهم بدخول باب حطّة إلى القرية المقدّسة التي بارك فيها.
خامسا :
(وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ)
في الحضارة عن غيرهم من سائر الأمم من قبلهم ومن كانوا في زمانهم ، ولعلّ في الآية إشارة إلى أنّ هذا التفضيل كان بسبب تلك النعمة الآنفة ، فلمّا زالت زال فضلهم.
سادسا :
[١٧] (وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ)
يبدو انّ الأمر في لغة القرآن يعني المسألة العامة ، قال تعالى : «وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ» (١) فقد أعطى الله بني إسرائيل بصيرة الأمر وبيّناته (أي تفصيلاته) فعرّفهم كيف يصرّفون حياتهم ، وكيف يتعاملون مع غيرهم ، وكيف يرتّبون اجتماعهم.
(فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)
__________________
(١) النساء / (٨٣).