ومن أيّدهم دخل في حزبهم ، واحتمل وزر أعمالهم الذي يتجسّد في الآخرة عذابا شديدا ، أمّا في الدنيا فيشمله ظلمهم الناشئ في مجتمعهم.
وقد دلّت آية كريمة على أنّ الله يولّي الظالمين بعضهم (قد يكون أشدّهم ظلما) ، حيث يقول ربّنا : «وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً» (١) ، وفي الحديث المعروف : «كما تكونون يولّى عليكم».
أمّا العلماء الذين يواجهون الظلم فإنّهم ينجون من آثاره في الدنيا وفي الآخرة.
(وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)
فهو سبحانه يؤيّد المتقين بنصره في مقاومة الطغاة.
[٢٠] (هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ)
واضحة تهدي القلوب والعقول ، وطريقة للرؤية الصائبة ، ومنهج للتفكير السليم.
(وَهُدىً)
فالقرآن لا يكتفي ببيان البصائر ، بل ويقرّبنا حتى نلامسها ، ونتفاعل معها ، ونشهدها عن كثب ، وهذا هو الهدى.
(وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
إذ أنقذهم من الغواية والاختلاف ، وهداهم إلى شريعته الواضحة السمحاء.
أمّا الذين لا يوقنون ، وبالتالي لا ينفّذون أوامره في الأوقات الحرجة ، وبالذات عند اختلافهم ، فإنّ القرآن لا يغني عنهم شيئا ، ولعلّ الآية هذه تشير إلى ما تدلّ
__________________
(١) نهج البلاغة / ج (٢١١) / ص (٥٠٦).