ودليل على ان الله خلق كلّ شيء بالحق؟!
وكذلك فقد نجّى الله بني إسرائيل من العذاب المهين ، واختارهم على علم (واستحقاق لديهم) على العالمين.
كيف يترك الإنسان سدى ، وبلا محاسبة ، وكيف تكون حياته الدنيا خاتمة المطاف ، ولقد أهلك الله قوم تبّع ، حيث كانوا مجرمين ـ وفي هذا دليل على حكومة الله العادلة على مجريات التاريخ ـ كما انه يكشف عن جانب من عقلانية الخليفة ، وأن الله لم يخلق السماوات والأرض وما بينهما إلّا بالحق ، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ، وعدم علمهم دليل جهلهم لا عدم صحة هذه الحقيقة.
ويفصل الذكر الحكيم جانبا من جزاء الله في يوم القيامة ، ويقول : «إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ» في ذلك اليوم لا ينفع الأنداد الذين يشركون بهم «يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً» وحتى لو انهم نصروهم فإنهم لا ينصرون.
وبعد بيان طعام شجرة الزقوم ، وكيف يقيد المجرم إلى عذاب النار ، يعرض الرب لنا جانبا من نعيم الله للمتقين ، ويختم القرآن السورة بأن تيسير الكتاب كان بهدف تذكيرهم فمنهم من يتذكر (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) فارتقب انهم مرتقبون.
وهكذا ينذر القرآن عباده بالجزاء الأوفى الذي هو رمز حقّانية الخليقة ، وعدالة الله وتقديره الحكيم.